"أكثر من ستون عاما على النكبة وضياع فلسطين من يد العرب"

الواحد والعشرون من مايو 1948

بيت داراس

تقع شمال شرق مدينة غزة، على بعد 32 كيلومتر عنها، وترتفع حوالي  50 متر عن سطح البحر، تبلغ مساحة اراضيها 16,357دونم، وكان عدد سكانها عام 1945 يبلغ نحو 2,750 نسمة. تحيط بها اراضي قرى المجدل والسوافير والبطاني واسدود وحمامة، وقد كانت القرية قلعة ايام الحروب الصليبية، وفي عهد المماليك كانت مركزا للبريد بين غزة ودمشق، كانت القرية مركزاً ريفيا وتم تدميرها عام 1948 مثل معظم القرى الفلسطينية المدمرة في قضاء غزة.

اسمها يعنى مكان دراسة الحنطة، حيث تم تحريف كلمة مدرس، ويقول البعض أن الاسم نسبة إلى بيت إدريس النبي، وقد ذكرت باسم تدارس في بعض المراجع القديمة.

مدخل بيت داراس

 

نظرا لوقوع عدد من المستعمرات الصهيونية بجوار القرية، فقد خاضت الكثير من المعارك مع الصهاينة والانتداب البريطاني، وعرف اهلها بشجاعتهم، وقد انتصروا على اليهود اربع مرات ابتداء من 16 مارس عام 1948، إثر محاولتهم للاستيلاء عليها، حيث صدوهم واخرجوهم في كل مرة، وكانت بريطانيا تهب لنجدة اليهود من الهزيمة في كل مرة، حتى تمكنوا من الاستيلاء عليها في 21 مايو 1948 ودمروها كليا في 11 يونيو 1948، واقاموا على اراضيها مستعمرات جفعاتي وامونيم وازريقام وذلك عام 1950، وفيما بعد أقيمت مزرعة باسم زموروت على أراضيها.

المذبحة

حاصر الإرهابيون الصهاينة قرية بيت داراس التي تقع شمال شرق مدينة غزة، ودعوا المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة القرية بسلام من الجانب الجنوبي، وسرعان ما حصدت نيران الإرهابيين سكان القرية العُزل وبينهم نساء وأطفال وشيوخ بينما كانوا يغادرون القرية وفق تعليمات قوة الحصار. وكانت نفس القرية قد تعرضت لأكثر من هجوم صهيوني خلال شهري مارس وأبريل عام 1948. وبعد أن نسف الإرهابيون الصهاينة منازل القرية وأحرقوا حقولها أقاموا مكانها مستعمرتين.

إحتلال بيت داراس

 

لم يبق من أبنية القرية سوى أساس منزل وحيد, وبعض الحطام المتناثر وتغطي النباتات البرية, وبينها الصبار وأشجار الكينا, الموقع. ولا يزال أحد الشوارع القديمة على الأقل, ماثلا للعيان. أما الأراضي المجاورة فيزرعها سكان المستعمرات المجاورة.


الصفحة السابقة   الصفحة التالية