"أكثر من ستون عاما على النكبة وضياع فلسطين من يد العرب"

العاشر من يونية 1948

قرية اللـد

من أقدم مدن فلسطين التاريخية، نشأت أيام الكنعانيين وذكرت في العديد من المصادر التاريخية، تقع على بعد 16 كيلومتر جنوب شرق مدينة يافا وخمسة كيلومترات شمال شرق مدينة الرملة. وكانت تسيطر في الماضي سيطرت على الطريق الرئيسية وخط السكة الحديدية بين مدينتي يافا والقدس.

وبعد خطة التقسيم في نوفمبر 1947، كانت المدينة تقع على الحدود بين الدولتين العربية واليهودية من جانبه العربي، ولكن هذه الخطة لم تطبق أبدا، وبعد إقرار الخطة في الأمم المتحدة قام سكان اللد بالاستعداد للحرب المتوقعة بين القوات اليهودية والقوات الفلسطينية وتطوع المئات من شبان القرية للقتال.

منظر عام لمدينة اللد قبل عام 1914

 

نزوح المهجرين إلى مدينة اللد

تسببت العمليات العدائية والمذابح التي ترتكبها العصابات اليهودية والمعارك التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في مدينة يافا والمناطق المحيطة بها في نزوح عدد كبير من المهجرين والذين لجأ معظمهم إلى اللد، وأصبحت المدينة تعج بآلاف اللاجئين، واكتظت باللاجئين نتيجة لذلك، مما تسبب في معاناة إضافية للجميع بسبب نقص المواد الغذائية والمياه.

قبل المذبحة

في أواخر أبريل 1948 احتلت قوات الهاجاناه اليهودية القرى العربية التي وقعت على الطريق الواصلة بين يافا واللد وتقدمت نحو المدينة، وبعد الإعلان عن دولة إسرائيل في 14 مايو 1948 قرر القادة الإسرائيليون شن عملية عسكرية واسعة في منطقة اللد والرملة لإبعاد القوات العراقية والأردنية التي كانت مرابطة في الرملة وللاستيلاء على مطار اللد الحيوي بعملية عسكرية سميت عملية داني.

عملية داني - المذبحة

تعد عملية اللد - حملة داني - من أشهر المذابح التي قامت بها قوات البالماخ، وتمت تلك العملية لإخماد ثورة عربية قامت في يوليه عام 1948 ضد الاحتلال الإسرائيلي، فقد صدرت تعليمات بإطلاق الرصاص على أي شخص يُشاهَد في الشارع، وفتح جنود البالماخ نيران مدافعهم الثقيلة على جميع المشاة، وأخمدوا بوحشية هذا العصيان خلال ساعات قليلة، وأخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، يطلقون النار على أي هدف متحرك.

تفاصيل المذبحة

تولي موشي دايان قيادة هذه العملية، وقد قاد رتلاً من سيارات الجيب العسكرية والتي كانت تقل عدداً كبيرا من الجنود المسلحين بالبنادق والرشاشات من طراز ستين والمدافع الرشاشة التي تتوهج نيرانها، وأخذ هذا الرتل يتجول في الشوارع الرئيسـية ويطلق النيران على كل شئ يتـحرك فيها، وطبقا لشهادة الصحفي كينيث بيلبي مراسل جريدة الهيرالد تريبيون، والذي دخل اللد يوم 12 يوليه، يقول أن جثث العرب كانت في كل مكان، رجالاً ونساء وكذلك جثث الأطفال كانت متناثرة في الشوارع في أعقاب هذا الهجوم، وقد لقي 250 عربياً مصرعهم نتيجة ذلك وفقاً لتقرير قائد اللواء، وعدد الشهداء الفعلي يفوق ذلك.

وعلى أثر تلك المذبحة ترك معظم السكان واللاجئين المدينة، ويقدر عدد الباقين في المدينة بألف نسمة فقط، حسب شهادات بعض الباقين في المدينة، أما تقرير المؤرخ الإسرائيلي بيني مورس فإن الجنود الإسرائيليين وبعد انتهاء المعارك قتلوا 167 شخصا من سكان اللد بعد أن جمعوهم في مسجد دهمش. وللعلم فإن المسجد بقى مغلقا لسنوات طويلة حتى تم ترميمه وافتتاحه في عام 2002. وقد قال ممن دخلوا المسجد قبل بداية أعمال الترميم أنهم لاحظوا وجود بقعاً من الدم على جدران المسجد، لتكون شاهدة على شناعة الاعمال الارهابية التي إرتكبتها القوات الهمجية المهاجمة.

الصفحة السابقة   الصفحة التالية